قصيدة مدوية من عمق مزاب تؤرخ الحدث الجلل الذي مس مزاب هي رائعة من روائعه هي بنت وقتها…هي أشجان وحزن ورؤى وقراءة لماجرى من أحداث
هي صرخة من عمق مزاب…
الشاعر الأديب عبد الوهاب بن الشيخ حمو فخار
لم أفهم!؟.
تسألون عن أحداث »مْزاب »،
في كلّ مرّة:
كيف بدأت؟. من أشعلها؟. ولصالح من؟…
من فهم شيئا فليقل،
ومهما يقل، ومهما يكن،
لا يهمّ،
لا لشيء، إلاّ:
أنّني صرت لا أفهم!؟…
كنت أهتمّ بكلام المرشدين…
كنت أُصغي لخطاب الوافدين…
كنت آمُل في رحمة الحاقدين،
كنت أرجو شِفاء الحاسدين…
إلاّ، أنّني اليوم،
أصبحت من اليائسين!،
ولولا اللهُ لقلت غير هذا:
غير أنّي، أُؤمن:
أنّ الله لا يحبّ القانطين…
لم أفهم!؟…
لماذا، عشنا ليلة رُعب وشَغب؟،
بل لياليَ وأيّاما…
ما الذّنب الّذي اقترفناه،
وما السّبب؟؟؟.
حوانيتُ، مستودعاتٌ، ومصانعُ،
كالمعتاد تُسرق:
من الممكن أن أفهم!.
لكنّها: في كلّ مرّة تُتلف وتُحرق،
لا لشيء إلاّ لكونها، من عرق الجبين،
لمزابيّ أمين… لم أفهم!؟.
لا أفهم!؟.
مزارعُ، وغاباتُ نخيل،
ازدهرت، حيث تأبى الطّبيعة الحياة.
بُعثت من العدم!،
لا بمعجزةٍ أعظمَ، من كَدّ اليمين،
ووحشة الاغتراب،
لسنينَ وسنين… لم أفهم!؟.
لو أخذوا ثمارها،
لو حلبوا أبقارها،
أو حتّى، لو أكلوا خرافها،
وانتهى الأمر، لفهمت!…
أمّا أن يُحرقوا نخيلها،
ويفسدوا آبارها،
وكأنّما الأرض زُلزلت زلزالها!؟.
فهذا ما لا أفهم،
وأُشهد الله أنّني لم أفهم!؟.
لا أفهم!؟…
كنّا في الماضي نُفتن مرّة أو مرّتين،
في عَشر سنين.
أصبحنا اليومَ،
نُفتن في العام الواحد، أكثرَ من مرّة!؟،
حتّى أصبحت الحياة مُرّة،
في زمان، يُتغنّى فيه بدولة القانون!،
والمصالحة الوطنيّة!،
والديمقراطيّة!،
وحبِّ المسلم للمسلم!،
وحقوقِ الإنسان!…
شعاراتٌ جوفاءُ، لا تظهر في الميدان،
إلاّ: لتنويم الجماهير اليائسة،
بسحر البيان… لم أفهم!؟…
لا أفهم!؟…
ليلة عشناها:
تكاد المرضعة،
تذهل فيها، عمّا أرضعت!،
وتكاد، كلُّ ذاتِ حمل،
تضع حملها!،
وترى النّاس سكارى، وما هم بسكارى،
لكنّ ظلم الحاقدين شديد!…
يُحرِقون الدّيار على أهاليها!،
ونتشدّق، بحسن الجوار!؟…
ونعتذر في كلّ مرّة،
بمقولة: « فعلوها الصّغار »…
أليست ثورات الرّبيع العربي،
مِن صنع الصّغار؟، في كلّ الأقطار!…
إن كان حالهم، هو حالنا!؟:
فمآل ثوراتهم إلى بوار…
لم أفهم!؟…
لا أفهم!؟…
لماذا الأمّ تبكي، من يُبكيها؟…
في حالة رُعب،
وفي ليلة شتويّة قاسيّة،
المرأة الحامل تهرُب من منزلها، لمن يُؤويها!.
البنزين خلفها،
في قارورات مشتعِلة…
أين مُلئت؟ من ملأها؟ من يلقيها؟.
لم أفهم!؟…
زوجها يُمنع، من اللِّحاقِ بها،
بوابل من الحجارة… من يرميها؟.
جارٌ لها، ذاق طَعمَ مِلحها مرارا.
كيف يُعقل أن يُؤذيَها؟…
لم أفهم!؟…
لا أفهم!…
كيف بلغ الأمر، إلى هدم جدُران المقابر!!!…
لو اتُّخذت، نقطةَ عبور،
لقمع شبابنا الثّائر، المدافعِ عن القصر القديم،
وعن الأهالي والحريم،
لفهمت.
أمّا أن يدخلوا الـمَقبرةَ التّاريخيّة،
للشّيخ عمّي سعيد!.
أحدِ رموزنا الخالدين،
ليتوجّهوا بصُحبة، بعض رجال الأمن-بين قوسين!-،
إلى مراقد أوليّائنا الصّالحين،
لِيحطّموها،
حتّى تظهرَ الـجُمجمةُ والعظام!،
والكلّ يتفرّج، بين جلوس وقيام!…
-وأشهد الله على ما رأيت-.
فهذا لايدلّ إلاّ على حِقد دفين،
تَشبّع به شبابٌ مسكين،
لا يعرف عن الإسلام،
إلاّ سفكَ الدّماء والتّكفير!،
وعن الإباضيّة إلاّ المروقَ والبدع،
وما يعجِز عنه التّعبير!… لم أفهم!؟…
لا أفهم!؟…
رجال أمن هنا، خُلقوا،
بل وُظّفوا ليسهروا على أمن المواطن.
غير أنّ المواطنين، في نظرهم هنا،
كأسنان مُشط قديم!؟…
أكل الدّهر عليه وشرب.
أسنان واقفة رُغم اعوجاجها!،
وأسنان مستقيمة، مُستأصلة من جذورها!،
كأنّها لم تَمشُط أبدًا شعورَهم!،
ولا حرّكت يوما شعورهم!؟.
لم أفهم!؟…
لاأفهم!؟…
عندما يكون المفسدون في دولة:
المواطنون، في نظرهم، قطيع أغنام!.
مواطنون من الدّرجة الأولى!،
وآخرون من الدّرجة الثّانيّة!،
بل من الدّرجة الأخيرة!.
لأنّنا هنا، سادتي الكرام،
في هذه البقعة من جزائرنا الحبيبة:
إمّا أن تكون في الأعلى،
وإلاّ: فأنت في أسفلَ سافلين!.
لم أفهم!؟…
لا أفهم!؟…
مناضلون، لهم منّا كلُّ الاحترام،
هم الّذين- لوحدهم- جاهدوا في الثّورة،
حتّى مُنحَ، بل منحوا لنا الاستقلال!…
أمّا نحن، والله أعلم!؟،
ربّما كنّا: عيونا لفرنسا، في الصّحاري،
على ظهور جمال!؟…
لا أفهم!؟…
بعض أشخاص، لهم منّا كلُّ التّقدير،
هم الّذين وقفوا ضدّ فصل الصّحراء عن الجزائر…
أمّا نحن، فأغبياء!.
ليس فينا عقلاء!؟…
أنستنا فرنسا، -يا لَلعجب!-:
أن مصدر أرزاقنا،
شيّدناه في الشّمال…
وأنستنا، أنّ « تاهَرتَ »،
أقمناها في الشّمال، عاصمةً « للدولة الرّستمية »،
بلا جدال.
وأنستنا أنّ هذه « الدّولةَ الأمّ »،
« لجزائرنا الحاليّة »، كانت متمسّكةً بشَمالها وجنوبها،
وفكرةُ التّقسيم عندنا، ضربٌ من المحال…
أنستنا فرنسا، كلّ الثّوابت عندنا،
فارتمينا في أحضانها، كما يدّعون!.
نحبّها وتحبّنا!، وتُحبّ ناقتُهم بَعيرَنا!:
والـحُبّ يُعمي ويُصمّ!، كما يُقال…
لا أفهم!؟…
يا ذاكرةَ التّاريخ غيرِ المزوَّر انطقي،
فقد طال الجدال!…
تحدّثي بصدق، عن تاريخنا المكتوبِ من ذهب.
عن السّلف الصّالح،
الحاضر معنا، ومن ذهب…
أُكتبي عن أمجادنا!،
كيف كانوا يتعايشون:
في سلم، وسلام، لا ضُعف واستسلام…
معذرة « بيّوضنا »،
لما كنت أقول!،
فذاك كلام يفهمه الجاهلون،
مِمّن يتجاهلون!.
معذرة « مفدينا »،
كلامي يفهمه المعنيّون،
مِمّن لا يتورّعون!.
معذرة « أبتي »،
يا من تعلّمت، منك الصّراحة،
في معالجة الأمور.
وبالصّراحة، نصل إلى الهدف،
ولا نبقى، كعادتنا، ندور!…
لا أفهم!؟…
من أعطى للحجارة عنوانا،
تفرّق، ما بين هذا وذاك؟!…
مَن علّم الأمن،
مَن يُناصر، إذا اشتدّ العراك؟!…
من علّم الشّباب،
تحويل الحديد المصنوع للبناء،
حُديْداتٍ تصنع الدّمار!!!…
من علّم اللسان الرّطبَ بذكر الله،
التّفوّهَ بالشّرّ والعار!!!…
من حوّل « غردايةَ الآمنةَ »,
إلى حالاتِ انفجار واستنفار؟!!!…
لم أفهم!؟…
لا أفهم!؟…
أزمة والله:
لم تنزل من السّماء بالصّدفة…
والبعض يسأل، بتهكّم، واستخفاف،
عن الأسباب؟!…
وكأنّ القضيّة تكاد تكون، بلا سبب.
يا لَلعجب!؟…
لم أفهم!؟…
بما أنّكم تُحرجونني،
وتبحثون عن رأيي، أقول:
إسألوا، بعض المراكز الحكوميّة هنا،
عن السّبب، فستجيبُكم:
ملفّاتٌ مرفوضةٌ،
وأخرى معطّلةٌ مطويّة!؟…
لا لشيء إلاّ:
لأنّ صاحبها، باعلي، حمّو، أو بيّة!…
يا لَلعجب!؟…
في مداخل بعضِ الدّوائر الرّسميّة،
يُستوقف ويستفزّ،
من ظَهَر بسروال مزابيّ،
أو على رأسه شاشيّة!؟…
يا لَلعجب!؟…
أمّا مسألةُ الأراضي،
أراضي أجدادنا!؟:
تبقى معلّقةً، وكأنّنا نزلاء،
سنينَ وسنين كما هي…
بحكم مداولات، وقرارات تعسّفيّة،
وكأنّنا نعيش في غابة بدائيّة…
لم أفهم!؟…
أمّا عن الإدارة والتّوظيف!؟:
أولادنا يُمنحون، خارج « غرداية »،
أوسمةَ استحقاق…
وفي عُقر دارهم،
يكون حظّهم الإخفاق!؟،
في المسابقات التّوظيفيّة… لم أفهم!؟…
القائمة طويلة، لمن أراد التّغيير،
والحلّ واضح، لا يحتاج إلى تفسير…
والمَثل العامّيّ يقول:
« إلَ كُنتْ خَرّازْ بَن خَرّازْ: تَبّع أنّْفَد »…
شريطة، أن يكون لك قلب بصير.
هذا عن الحاضر،
في عهد التّعدّديّة…
أمّا عن الماضي؟،
في عهد الإستقلال مباشرة،
وقت ميلاد الحرّيّة!:
حدّث ولا حرج!…
كلّنا، في أغلاننا(مزابنا)،كنّا نعيش،
في هرج ومرج…
كنّا نُعامَل:
كرجعيّين!، طائفيّين!، عنصريّين!…
وما السّبب؟.
يا لَلعجب!؟…
كانوا، لولا لُطفُ الله:
ديارُ عشائرنا، يسعون إلى غلقها!.
يا لَلعجب!؟…
وأُشهد الله على ما أقول.
كانوا, لولا أنّ الله سلّم:
مدارسنا الحرّة، يسعون إلى تأميمها!.
يا لَلعجب!؟…
وأُشهد الله على ما أقول.
كانوا، لولا توفيق من الله،
حراستنا العرفيّة، يسعون إلى توقيفهها!.
يا لَلعجب!؟…
وأُشهد الله على ما أقول.
أمّموا:
جورًا وعدوانا أراضينا،
بـمراسيم هم وقّعوها!؟.
سُلّمت لأشخاص،
من قوائم هم رتّبوها!؟.
أراضٍ: كانت جنّة خضراء.
أرجعوها، إلى نقطة الصّفر،
كأنّها صحراء!؟…
بحكم الاستفادة: خرّبوها!…
يا شباب هذا العصر،
لا تتعجّبوا!…
تريدون المزيد!؟:
فإليكم المزيد.
كنّا، وأنا شاهد على العصر،
نُمنع، من المسيرات الكشفيّة،
في الاحتفالات الوطنيّة!.
لماذا؟.
لسبب معقول:
لأنّنا غيرُ مُرسّمين، عند الدّوائر الرّسميّة.
ولكن، لماذا لم نرسّم؟.
لسبب بسيط:
لأنّنا كنّا نضع، فوق رؤوسنا،
عوض « الْبيرِي » الأسود،
شاشيّة!،
تقينا من أشعّة الشّمس المحرقة.
وبَياضُها يرمُز إلى:
بياض قلوبنا النّقيّة…
تريدون المزيد؟.
فإليكم المزيد:
برنامج مُهرجاننا الصّيفيّ،
مُنع من التّوقيع، في قسمة الحزب!.
أَلِأَمرٍ فظيع؟.
لا، بل لسبب تافه وضيع!.
أتدرون ما هو؟، لا تندهشوا:
لأن في البرنامج المقدّم للمصادقة،
عنوان مسرحيّة،
كُتب بالأمازيغيّة!!!…
تريدون المزيد؟، فإليكم المزيد:
لا تستغربوا!.
في مهرجان آخرَ، أقمنا معرَضا للكتاب،
فمُنع من الظهور،
وعُطّلت الأمور!.
أتدرون لماذا؟.
لا تستغربوا من الجواب.
لأنّ المعرَض كان، للتّعريف بالكتاب الإباضي!.
لا فائدة في أن أدخل،
في الثّمانينات.
فقد عشتم أحداثها،
مع الأحياء، ومع الأموات…
كم عارضونا في تسميّة شوارعنا،
ومؤسّساتنا التّربويّة!،
بأسماءِ أعلامنا، ومشايِخِنا، بصفة رسميّة.
لا لشيء إلاّ: لكونهم إباضيّة!…
أعذروني!،
لا أدري كيف كنت لا أفهم.
وبدون شعور منّي،
صِرت: كأنّني أفهم!؟.
أعذروني!، وأنا أكتب بالسّكّين،
وطبعي يكتب بالقلم…
أعذروني!،
لا أدري كيف، نسيت أمازيغيّتي،
فصرت أكتب، بعربيّتي،
ربّما؟: ليفهم العجم.
كَتبتُ ما كتبت …
وقُلت ما قلت…
وأتحمّل مسؤوليّتي،
« لوحدي »،
امام الله، والعباد،
والجزائر، والعلم…
أعذروني!،
إن أخفيت ابتسامي،
لا، لِوَهن.
فأنا عند الحوار:
لست ليثًا يبتسم.
أعذروني!،
إن أبديت وجهي،
في العلن.
فأنا، في هذه الحالِ،
أكره من يلتثم.
قلت ما قلت،
لكي لا نتسلّى، بحبّات الأسبرين!.
ليعود الألَـمُ القاتلُ بعد حين…
نريد تشخيصا لأمراضنا،
نريد استئصالا لأورامنا،
نريد شفاء لقلوبنا،
نريد اطمئنانا لنفوسنا،
نريد اعترافا بأخطائنا…
كفانا من التّهريج…
نريد للسّماء أن تُمطر،
لا أن تُرعد،
فقد سئمنا الضّجيج…
ما العمل؟.
أيّها الصّادقون!:
أسوف نبقى ندور في دائرة مغلقة،
وإلى الأبد…
لا أظنّ أنّ هذه الوضعيّةَ،
قد يرضى بها، من كِلا الطّرفين أحد…
فما الحلّ إذن؟،
وكيف يكون؟:
الحلّ إمّا أن نكون، أو لا نكون…
الحلُّ، إمّا وإمّـا:
إمّا أن نكون حقًّا مسلمين،
ونبقى إخوةً متصافحين…
إمّا أن نكون إنسانيّين،
ونحيا بشرًا متعايشين.
وإلاّ:
فالخبر عند ربّ العالمين:
« وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ »…
لمن أراد السّلام…
قلت ما قلت،
معتقدا:
بأنّ في كلٍّ منّا، طيّباتٍ وطيّبين،
معترفاتٍ ومعترفين،
يرجون الوئام…
في كلٍّ منّا من سجد،
والنّاس نيام…
سجدوا: مُؤمنين صادقين،
بانّ الفرج في الإسلام.
إسلامٌ يسع الجميع،
بالتّعايش السّلمي، بالاحترام.
على أن نكون:
في طريق الخير والبناء، على الدّوام:
يدًا في يد.
تُحبّني بصورتي كما أكون،
أحبّك بشكلك كما تكون…
تجمعنا غردايتنا.
تضمّنا جزائرنا،
يرعانا، وإلى الأبد:
ربّ الأنام.
عبد الوهّاب حمّو فخّار.
من هو الشاعر الأديب عبد الوهاب بن الشيخ حمو فخار؟
الشاعر من مواليد منطقة وادي ميزاب في 13 نوفمبر 1951. جمع بين فطنة الكتابة مبكرا والنشاط الابداعي والاجتماعي. بعد تحصيله على شهادة البكالوريا فلسفة عام 1973 واصل دراسته بالجامعة المركزية بالجزائر العاصمة فرع « علم النفس التطبيقي ». قبلها كان من الإطارات الوطنية التي تدربت بمركب الحديد والصلب بعنابة ليتوجه بعدها إلى مسقط رأسه غرداية ويسهم في إرساء قواعد أول شركة حكومية ضخمة للحديد والصلب فيها، حيث عين مسؤولا على مخبر مراقبة نوعية الإنتاج.
وعندما احتاجت المدرسة الوطنية إلى أساتذة أكفاء لتدريس الأمازيغية، وقبل تأسيس « المحافظة السامية للغة الأمازيغية » ، 1995 كان حظها موفقا بوجود شاعر وكاتب مثل عبد الوهاب حمو فخار، مثقف، مزدوج اللغة العربية والفرنسية،إضافة الى لغته الامازيغية بلهجتها الميزابية. تعلم وتربى على يد شيوخ وأئمة مدرسة الإصلاح القرآنية بغرداية ، مستفيدا كذلك من تعليم مدرسة الآباء البيض الفرنسية بغرداية.
سار على خطى والده الراحل العلامة الكبير الشيخ حمو فخار مكرسا جهده العلمي والفكري والإبداعي للمبادئ التي تربى وتعلم عليها في مدرسة الإصلاح العتيدة، جامعا بين تراث المنطقة الحضاري وانتمائها الثقافي العربي الاسلامي، ومدركا للاختيار الدقيق لمتطلبات التحديث المطلوب في مناطق ومدارس وادي ميزاب؛ فكان ان أنشأ في أحضان ورعاية معهد الإصلاح بعد تأسيسه سنة 1979 جمعية » أمطون ن لفرح » لخدمة الأدب الميزابي، اهتمت الجمعية بالمسرح الغنائي. كان عبد الوهاب فخار مؤلفها وملحنها البارع، كما أسهم في قيادة أفواج الإصلاح للكشافة الإسلامية الجزائرية. عُرف عنه محدثا بارعا ومشوقا واسع الاطلاع، ومُعدا لأجمل وأفضل الحصص الإذاعية بالامازيغية من خلال حصتين أسبوعيتين بثتهما إذاعة غرداية منذ تأسيسهاعام2001.
لا يمكن إيفاء عبد الوهاب فخار حقه من التعريف بكل كتاباته وإصداراته ومخطوطاته ونشاطه العلمي والثقافي والتربوي والاجتماعي وتعداد مشاركاته في الملتقيات المحلية والوطنية والدولية. لكننا آثرنا التوقف عند جوانب من إبداعه الشعري.
يرحم الله الوالدين الذين ربياك يا أخانا عبدالوهاب…. صادق أصيل بن صادق أصيل
بارك الله فيك أستاذنا العزيز على المجهود الذي جاد علينا بقصيدة من روائع ماكتبت وفقك الله في مشوارك الأدبي والتبوي ورحم الله والدك العزيز الشخ حمــو.