لقد شهدت الجزائر في الفترة العثمانية الممتدة ما بين 1519ـ 1830م تواجد العديد من الفئات التي تميزت بنشاطاتها المختلفة؛ فمن هذه الفئات جماعة بنو مزاب, التي برزت في مجتمع مدينة الجزائر بحيويتها ونظامها ووزنها المالي والتجاري ونشاطها الإقتصادي وعلاقاتها الوثيقة بالسلطة الحاكمة, والتي لم يقتصر نشاطها على هذا الحد حيث ساهمت عسكريا مساهمة كبيرة في الدفاع عن مدينة الجزائر من الاخطار المحدقة بها.
وما الوثائق والمصادر المخطوطة والمصادر الأجنبية والعربية بالرغم ما خفي خير دليل على ذاك الدور الهام الذي قامت به هذه الفئة.
لقد سبق التواجد المزابي في مدينة الجزائر التواجد العثماني(2), وذلك لانتظام هجرتهم إلى مدن التل والشمال منذ القرن الرابع عشر الميلادي(3) لكونهم الوكلاء المعترف بهم والوسطاء في التجارة بينهم وبين شمال الجزائر, وبينهم وبين إفريقيا جنوب الصحراء(4), وقد استطاعت جماعة بني مزاب أن « تنتزع الإحترام والتقدير من الحكام والمحكومين ليس فقط بفضل نزاهة أفرادها, وتفانيهم في العمل, وإتقانه ولكن أيضا بفضل مساهمة الجماعة مساهمة كبيرة في الدفاع عن المدينة والتصدي للأخطار التي كانت تستهدفها من الخارج والداخل »(5) فمن أهم ما قامت جماعة بني مزاب عسكريا:
أ) صد الهجمة الإسبانية على مدينة الجزائر سنة 925هـ / 1518م:
اغتنم الإسبان فرصة استشهاد عروج (1470- 1518)م(6) بنواحي تلمسان, وانتصارهم فيها فاتفقوا مع أبي حمو الثالث ملك تلمسان على أن يهاجما الجزائر تحت قيادة القائدين الاسبانيين الكبيرين هيفودي منكاد وكونزاليبو مارينو دي ريبيرا(7), ولما أحس خير الدين بخطورة الموقف واحتلال الإسبان لكدية الصابون(8) استدعى إلى قصره الشيخ بحيو بن موسى, وأمين المزابين في الجزائر بكير بن الحاج بن بكير, وغيرهما من المجاهدين المزابيين يستشيرهم في الأمر(9), فاتفقوا على أن يقوموا بعملية فدائية. بعد ذلك اجتمعوا بفرن الشعبة(10), فاختاروا من بينهم 70 فدائيا, وقرروا حمل السلاح على النعش, والسير به إلى المعسكر الاسباني في حي حسين داي الحالي, فذهبوا بالتهليل والتكبير مخترقين لقوات العدو على طول الطريق, فلما بلغوا بالجنازة المكان المقرر, صلوا عليها إيهاما للعدو. ولتنفيذ العملية طلب رئيس الفرقة واحدا يقوم بنسف مستودع البارود في المعسكر فخرج إليه شخص يلبس عباءة من نوع اللش(11),وأخفى تحتها « قرابيلة »(12)؛ أي مدفعا يدويا صغيرا, فدخل بسرعة ومهارة فتمكن من العثور على مستودع البارود فنسفه, وأشعل الفدائيون النار في المعدات الحربية والقوارب التي تصل الأسطول بالبحر.
ولما شاهدت القوات المهاجمة لمدينة الجزائر المتمركزة بكدية الصابون أن المعسكر والقوارب تلتهمها النيران انقسمت إلى قسمين: قسم أسرع لإنقاذ المعسكر, وقسم يواجه ضربات المجاهدين, الذين فتحوا أبواب المدينة, وأحاطوا بالعدو من كل جهة فقتلوا منهم خلقا كثيرا, وأسرو نحو 3 آلاف, وقتل بعد هذه الهزيمة بالزوبعة نحو 4 آلاف, ولم يكد ينجو من هذه المعركة أحد. وقد تم هذا النصر يوم الأحد 24 أوت 925هـ- 1518م. بعد هذه النكبة صار الإسبان يتناقلون كلمتهم المشهورة: (واردا ألمورو بورتي لوقنضورا دي كولورو دي لاإله إلا الله سبحان الحي الذي لا يموت)؛ أي احذر من المغربي الذي يلبس القنضورة الملونة, وقد أدرك ذلك الخاص والعام من الجزائريين والكثير منهم يجهل مغزاها ومؤداها(13). كما تداول الجزائريون عبارة عامية « كيموت لمزابي يكبارو وذنيه » وهي كناية على بروز الأسلحة التي وضعها المزابيون في النعش إيهاما للعدو.
ب) إحباط هجوم شار لكان على الجزائر في 1541م:
جرت هذه المعركة حين وجه ملك الإسبان الإمبراطور شارلكان (Charles Quint) أو شارل الخامس حملته العسكرية الكبيرة للاستيلاء على مدينة الجزائر, وما إن وصلت جيوش الغزاة حتى أحيط الإمبراطور علما أن موقع التلال المشرفة على المدينة جنوبا مناسبا لإقامة برج من المدفعية؛ فأصدر أوامره بتشييد حصن عليها بمنتهى السرعة(14). وكان الحصن بناحية دريوط في سهل مصطفى باشا(15), وفي ليلة واحدة نصبت قلعة مدفعية جبارة محاطة بخنادق, ومزودة بمدافع ثقيلة, وقد أطلق عليه الناس « برج بوليلة ».
بدأت سرية المدافع هذه في قنبلة المدينة مسببة خسارة مهولة في الأرواح والممتلكات, ولم يستعبد سقوط المدينة. في هذه الظروف ذهب بعض رجال الفتوة المزابيين إلى الباشا حسن آغا حاكم الجزائر وأبلغوه مطلبا يمكنهم امتيازا على ممارسة المهن التالية مقابل تخليص مدينة الجزائر وهي:
1) إستغلال حمامات المدينة.
2) إحتكار حرفة الجزارة لمراقبة الذبح على الشرع الإسلامي.
3) تعيين أمين لهم من أنفسهم تخول إليه وحده صلاحيات الشرطة والتقاضي لديه عن كل دعوة بالترافع أمام هيئة إتحاد حرفهم(16), وحضور المجالس الإستشارية كعضو كامل العضوية.
4) الأخذ برأي أمين المزابيين بخصوص إرجاع بعض المزابيين إلى وادي مزاب في حالة الخوف من انحرافهم أو في حالة معاقبتهم(17).
فما كان من الباشا في هذه الظرف العصيب سوى قبول هذا العرض المشرف.
اهتدى أفراد بني مزاب إلى حيلة تكمن في أنهم استتروا متنكرين في لباس النسوة مغطين وجوههم بأقنعة كالتي تضعها النساء المغربيات لئلا يكتشف أمرهم باللحى والشوارب, وتحت الحياك التي ارتدوها مسدسات مشحونة, وخناجر محدودبة النصال مسننة الأشفار, وغادروا المدينة من الباب الجديد متوجهين نحو المواقع الرهيبة, وعندما رآهم الإسبان كفوا عن إطلاق النار ظانين أن سكان المدينة قرروا الاستسلام وطلب الأمان حسب ما جرى به العمل لدى المسلمين من مشاهدة أمثال هذه المواكب من النسوة المتضرعات.
تمكن المجاهدون المخادعون من اقتحام الحصن دون مشقة, وما إن وطئت أقدام آخرهم داخله حتى انقلبوا إلى الهجوم الخاطف؛ فأفرغوا أسلحتهم النارية في الجنود الاسبان, وسلوا خناجرهم فيهم بعد معركة رهيبة استبسل فيها المحاربون كل منهم على حسب طاقاته أسفرت عن مقتل آخر مدافع محتل لهذا المركز(18), والتي لم تخلوا من استشهاد عدد من المزابيين قدر بنحو 30 فدائي(19).
وبعد إشارة متفق عليها خرجت سرية من الأتراك كانت خلف مدخل باب الجديد في موقف استعداد واتخذت مواقعها في الحصن من فاتحيه المزابيين(20). على أن المؤرخ الليبي علي يحي معمر يقول أن العملية الفدائية انتهت بنسف البرج لا باحتلاله من خلال إطلاعه على المصادر الأخرى(21).
وبهذه العملية قدم بعض أفراد بني مزاب أروع صفحة للفداء وبطولة أبناء الجزائر, وبهذه الغارة تخلصت مدينة الجزائر ومعالمها الحضارية من تهديم وتخريب لا مناص منه, ومن خطر وشر غزو واحتلال أجنبي محقق. أما الإمبراطور شارلكان فقد رمى بتاجه في البحر تأسفا لما لحقه من هزيمة, ومنذ ذلك العهد فإن الملوك الإسبان لا يلبسون التيجان كغيرهم من ملوك الدول الأخرى(22).
وفسر بعض المؤرخين فشل حملة شارلكان بعوامل طبيعية تمثلت في زوبعة بحرية أغرقت الأسطول, إلا أن شهادة الجنرال الفرنسي داماس (Damas) في كتابه(23) حتى ولو ذكر الحادثة باستهزاء على بني مزاب الذين تنكروا في لباس النسوة إلا أنها تحمل حسرة على فشل الحملة من جهة, وتحذير الإدارة الاستعمارية الفرنسية من الاغترار بمظاهر المجاملة واللطف في المعاملة, وعموما تحذير هؤلاء من الثقة بتصرفات بني مزاب. كما ذكر الواقعة أيضا الكاتب الألماني سيمون بفايفر(24) أسير وطبيب الداي وشاهد عيان على الحملة الفرنسية على الجزائر في 1830م. كما ذكر الكاتب ألبرت دوفولكس (Albert Devoulx) مشاركة بنو مزاب في صد حملة إسبانية أخرى على مدينة الجزائر في 1775م(25).
ج) إحباط تمرد الكراغلة سنة 1630م:
في ولاية حسين باشا (1627- 1633)م قام الكراغلة(26) وللإستيلاء على الحكم بوضع مشروع لطرد الأتراك (آبائهم وأجدادهم), ولهذا الغرض اجتمعوا في حصن الإمبراطور, ولما علم الأتراك بهذا التمرد استعانوا بعدد من العمال من بني مزاب المتواجدين في المدينة(27) الذين تنكروا بملابس نسائية(28), ولما تدثر هؤلاء بالملاحف, أخذوا أسلحتهم و ذخيرتهم و تقدموا إلى مدخل الحصن وكأنهن نساء هربن من جور الأتراك, وبمجرد دخول أولئك الرجال الحصن هاجموا المتمردين بمساعدة من كان يقتفي آثرهم من الإنكشارية فأخضعوهم وأحبطوا مشاريعهم. إثر ذلك الحادث قرر الأتراك عدم السماح للكراغلة بشغل المناصب السامية, وعزل كل من يشغل منهم وظيفة حساسة في ذلك الحين ثم وقع إجلائهم عن المدينة(29), وأسكنوا بوادي الزيتون وهو رافد لواد يسر على مسافة نحو 50 كيلومتر من الجزائر فسموا الزواتنة(30). وكانت آخر صفحة من صفحات ولاء المزابيين للسلطة المركزية أنهم جهزوا 4 آلاف متطوع(31) منهم إجابة لطلب الداي حسين عام 1830م للدفاع ضد الحملة الفرنسية, وشارك المزابيين مشاركة فعالة في أعمال البطولة بنواحي سيدي فرج, ومصطفى والي والطريق الممتد إلى العاصمة الجزائرية(32).
مما تقدم يمكن القول:
لقد ساهمت جماعة بني مزاب في العهد العثماني مساهمة كبيرة في الدفاع عن مدينة الجزائر مما جعلها على علاقة وثيقة بالسلطة الحاكمة طيلة التواجد العثماني في الجزائر, حيث كانت تستشار بواسطة أمينها في كافة المجالات التي تنظم علاقتهم بالسلطة, وبينهم وبين الفئات الأخرى, لذا فقد كان غرضنا من المشاركة بهذا المقال هو الرد على بعض المفترين والكاذبين الذي يحملون الحقد على هذه الجماعة بين الفينة والأخرى زورا وعدوانا وحسدا من خلال التشكيك في دورها النضالي أثناء الإحتلال الفرنسي, الذي لا يقل أهمية عن نضالها في العهد العثماني, رغم قدم ذلك العهد. وقد شاركنا بهذا المقال لنبين لهم أن نضال هذه الجماعة طويل نوهت به الوثائق والمصادر… فعوضا عن استقراءها والإطلاع على ما فيها نتهم وكأن التاريخ لم يدون شيئا, ورحم الله الشيخ حمو عيسى النوري الذي ألف كتابه: دور المزابيين في تاريخ الجزائر قديما وحديثا بأجزائه الأربعة, حينما قال في معناه بعد فراغه من تأليفها بـ « حتى لو مت فقد أديت مهمتي » وكأن الرجل يعلم أنه سيأتي وقت ونتهم بالأباطيل والافتراءات أكثر فلا نملك حتى الرد لأننا ببساطة لا نهتم كثيرا بتاريخنا.
– قائمة للشروح والمصادر والمراجع المعتمدة:
(2)مختار حساني: موسوعة تاريخ وثقافة المدن الجزائرية, ج 1, مدن الوسط, دار الحكمة, الجزائر, 2007, ص 20
. (3)عائشة غطاس: الحرف والحرفيون بمدينة الجزائر 1700- 1830 مقاربة اجتماعية اقتصادية, منشورات ANEB, 2012, ص 30. نقلا عن: Holsinger. D. CH: Migration Commerce and community. The Mizabis in nineteenth century, Evanston, 1979, p 164.
(4)وليام شالر: مذكرات وليام شالر قنصل أمريكا في الجزائر (1816- 1824)م, تعريب: اسماعيل العربي, الشركة الوطنية للنشر والتوزيع, الجزائر, 1982م, ص 111 .
(5)عمار بن خروف: جماعة بني ميزاب في مدينة الجزائر في العهد العثماني 1520- 1830 تنظيمها- نشاطها- علاقاتها, مجلة الواحات للبحوث والدراسات, ع1, المطبعة العربية, غرداية (الجزائر), ديسمبر 2006, ص 45.
(6)استنجد به مع أخيه خير الدين بربروس (1467- 1546)م لتخليص المدن الجزائرية المحتلة من الإسبان منذ 1505م. وقد ترك عروجا أخاه خير الدين حاكما على مدينة الجزائر وتوجه إلى تلمسان, التي وصله طلب أهلها لتخليصهم من سلطانهم أبو حمو الثاني الذي استعان بالإسبان وتوصل إلى الحكم بمعونتهم, وبعد انتصار عروج وقضائه على الزيانيين خرج من تلمسان لكنه التقى بالقوات الإسبانية القادمة من وهران التي كانت محتلة منذ 1509م فهزمته واستشهد في 1518م أنظر: Fray Diego de Haedo: Histoire des rois d’Alger, traduction par H, De Grammont, imp A Jourdan, Alger, 1881, PP 33- 34.
(7)حمو عيسى النوري: نبذة من حياة المزابيين الدينية والسياسية والعلمية من سنة 1505م إلى 1962م, ج1, دار الكروان, باريس 1984م, ص 203.
(8) ويسمى بحصن البنيون بناه الإسبان على صخرة لا تبعد عن شاطئ مدينة الجزائر إلا بنحو مائة متر فقط وجعلوا فيه حامية قوية في 916هـ/ 1510م, ولما طرد الإسبان منه تم توصيل تلك الجزيرة بمدينة الجزائر برصيف وبنيت منارة لفنار البحرية التي لا تزال إلى اليوم.
(9) يوسف بن بكير الحاج سعيد: تاريخ بني ميزاب دراسة إجتماعية و اقتصادية وسياسية, المطبعة العربية, غرداية (الجزائر), 1427هـ /2006م, ص 79.
(10) موقع مسجد الاباضية بالعاصمة اليوم في لاري طانجي.
(11)تصنعها المرأة المزابية من الصوف متعددة الألوان تنسج فيها عددا من الرموز.
(12)الحاج سعيد, المرجع السابق, ص 80.
(13)النوري, المرجع السابق, ص 207.
(14)النوري, نفسه, ص 213.
(15)بوداود بومدين: تجارة بني ميزاب تجسيد المنهج الإسلامي في إدارة الأعمال التجارية, ط 1, رياض العلوم للنشر والتوزيع, الجزائر, 1427هـ/ 2006م, ص 60.
(16)النوري, المرجع السابق, ص 214.
(17) بومدين, المرجع السابق, ص 61.
(18) النوري, المرجع السابق, ص 215.
(19) بومدين, المرجع السابق, نفس الصفحة.
(20) النوري, المرجع السابق, ص 216.
(21) علي يحي معمر: الإباضية في موكب التاريخ, ح 4, الإباضية في الجزائر, ج 2, تصحيح: أحمد عمر أوبكة, المطبعة العربية, غرداية (الجزائر), ص 578.
(22) النوري, المرجع السابق, ص ص 212- 216- 219.
(23) النوري, نفسه,ص 218, نقلا عن: M. Le Maréchal Duc de Damas :Le Sahara Algérie géographiques, statistique, historique, Imprimerie Crapelet, Paris, 1845, PP 135-137.
(24) النوري, نفسه, ص 218, نقلا عن: سيمون بفايفر الألماني: مذكرات أو لمحة تاريخية عن الجزائر, تعريب د.أبو العيد دودو, الشركة الوطنية للنشر والتوزيع, الجزائر, 1974 , ص 130.
(25) بن خروف, المقال السابق, ص 45, نقلا عن: Albert Devoulx: Tachrifat, Recueil de notes Historiques sur l’administration de l’ancienne régence d’Alger, imprimerie du gouvernement, Alger,
1852, P 23. (26) الكرغلي: من أب تركي وأم جزائرية.
(27) حمدان بن عثمان خوجة: المرآة, تعريب وتحقيق: محمد العربي الزبيري, طبعة خاصة بوزارة المجاهدين, الجزائر, 2005 م, ص 116.
(28) يذكر الشيخ النوري أن الحكام الأتراك اهتدوا إلى هذه الفكرة تأسيا بما فعله المزابيون ضد الإسبان في حملة شارلكان في 1541م والتي انتهت بنجاحها.
(29) خوجة, المصدر السابق, ص 117.
(30) نوردين عبد القادر: صفحات في تاريخ مدينة الجزائر من أقدم عصورها حتى إنتهاء العهد التركي, نشر كلية الآداب الجزائرية, مطبعة البعث, قسنطينة (الجزائر), 1385هـ/ 1965م, ص 24.
(31)بفايفر, المصدر السابق, ص 80. (32)أحمد توفيق المدني: محمد عثمان باشا داي الجزائر 1766-1791م, المؤسسة الوطنية للكتاب, الجزائر, 1986م, ص 138.