Home » Algérie » 09/02/2014 khotba (prêche ) du cheikh Hammou ben Omar Boukermouche à l’enterrement du martyre Bahedi Bachir ben Aïssa

09/02/2014 khotba (prêche ) du cheikh Hammou ben Omar Boukermouche à l’enterrement du martyre Bahedi Bachir ben Aïssa

Khotba (prêche ) du cheikh Hammou ben Omar Boukermouche

à l’enterrement du martyre Bahedi Bachir ben Aïssa

الأحد 9 فيفري 2014

كلمة جنازة الشهيد السيد بهدي بشير بن عيسى

 

أ. حمو بن عمر بوكرموش

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ، لكل أجل كتاب، ولكل نفس حساب، وإلى الله وحده المئاب. نحمدك ربنا ونومن بك ونتوكل عليك، رضينا بقضائك وقدرك، وتيقنا بعدل حكمك. تنعم علينا فنشكرك، وتبلونا فنذكرك، فلك الحمد حتى ترضى و لك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا يا أرحم الراحمين. والصلاة والسلام على سيدنا محمد (ص) خير الناس إسلاما وأقواهم إيمانا وأعدلهم ميزانا وأحسنهم خلقا، وعلى آله وأصحابه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يومين.

أيها الإخوة في الله السلام عليكم ورحمة الله تعلى وبركاته وبعد:

ها نحن نقف اليوم من جديد في هذا المكان الطاهر وقد ألفناه، لنضيف إلى قائمة شهدائنا شابا من خيرة شبابنا خلقا وورعا وخدمة للمجتمع وكفاحا من أجل كسب الحلال. ضحى وجاهد ودافع عن الأحياء والأموات والأموال والمقدسات حتى اختطفه المجرمون الحاقدون الحاسدون الظالمون وأيادي الغدر ونفوس الشر في مقبرة الشيخ بابا ولجمة ليذيقوه شر ألوان التعذيب في أقصى وحشية حتى شوهوه ومثلوا به ولم يهتدى إلى معرفته إلآ بعد زمن وجهد جهيد ، فإنا لله وأنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ننهى عن المنكر، ننهى عن المنكر، ننهى عن المنكر. فاللهم ارحمه وأسكنه فسيح جنانك وألحق روحه بأرواح شهدائك يا أرحم الراحمين.

إن دموعنا قد جفت وبلغ السيل الزبى وتجاوز الظالمون المدى، فلا نملك إلا الصبر، ولا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل.

إنه الشاب: بهدي بشير بن عيسى بن قاسم ولد يوم20 مارس آذار سنة 1975 متزوج وأب لطفلين، يمارس مهنة البناء بإخلاص ليغذي نفسه وعائلته من الحلال، شاب يصفه من يعرفه بحسن الخلق والتقوى والنشاط الاجتماعي خاصة في عشيرته. وليس هذا آخر الشهداء فثمة نساء وأطفال اختطفهم الرعب وهول الفزع فمضوا في الظل وكتموا صرختهم وعند الله هم من الشهداء.

حقا إن الثمن الذي دفعه وأمثاله من قبله كان باهظا، وهؤلاء هم الذين دفعوا ضريبة هذه الأحداث، وكانوا مسلمين أتقياء، وطنيين شرفاء، جزائريين أصلاء، رفضوا الظلم كما رفضه السابقون الذين ذاقوا مرارته من الاستعمار الغاشم فأشعلوا ثورة دامت ثمان سنوات فتحقق النصر، واستقلت الجزائر، لكن ثمنه كان غاليا مليون ونصف مليون شهيد. إن قتل هؤلاء يدل على الجاهلية المتأصلة في نفوس قوم لا يعرفون للحضارة قيمة ولا للإسلام ميزانا، إنه الحسد الذي جعل عدواه تسري إلى حياتهم الاجتماعية وتدب فيها دبيب السرطان في الجسم الحي، فاتخذت هذه النفوس قناع الإسلام لتتستر به بعيدية عن حقيقة الدين التي يعلنها القرآن (وَمَنْ يَّقْتُلْ مُومِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)، لقد حققوا سيرة الخوارج الذين نتبرأ منهم كما تبرأ منهم أسلافنا ليُحلوا ما حرم الله ويستبيحوا بها أموالنا وأعراضنا ورقابنا، فهذه الأحداث قد فرزت فرزا دقيقا وأكشف للعيان من هم الخوارج الحقيقيون.

أجل إن هؤلاء المجرمين لم يكتفوا بالسرقة والنهي والحرق وهتك الحرمات وتهجير العائلات ونبش القبور وهدم الديار والمساجد وطمس المعالم فحسب بل تعداه إلى التزوير وقلب الحقائق وإشاعة الكذب خاصة في وسائل الإعلام ليظهروا في صورة المظلوم المسكين. فلم نستعمل الأطفال والنساء للعويل واستدرار الدموع لقلب الحقائق  (أَلاَ يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنـَّهُم مَّبْعُوثُونَ(4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ(5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) ألم يقرؤوا قول الله تبارك وتعالى ( وَلاَ تَحْسِبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُوَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الاَبْصَارُ(42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَآءٌ(43) وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَاتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الذِينَ ظَلَمُوا رَبـَّنَآ أَخِّرْنَآ إِلَىآ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنـَتـَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ(44) وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتـَبـَيـَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الاَمْثَالَ(45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ(46) فَلاَ تَحْسِبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ(47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الاَرْضُ غَيْرَ الاَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ(48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الاَصْفَادِ(49) سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىا وُجُوهَهُمُ النَّارُ(50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتِ اِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(51) هَذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنـَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الاَلْبَابِ(52) )

إن عقيدتنا التي ظهرت في سلوكنا دليل على متانتها وصحتها إذ منعتنا من الظلم والغدر والقتل رغم الذي تعرضنا إليه.

أيها الشباب الغيور القوي: لقد قدمتم أروع الأمثلة في الدفاع عن النفس والحرمات والأعراض وهذا ينم عن الغيرة على دينكم ووطنكم وبلدكم وعائلاتكم. فاستمسكوا بحبل الله أيها الشباب ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين.

أيها الإخوة المؤمنون: لتكن شكاوانا إلى الله وحده وعملنا للبصير العلام وحده وما تفعلوا من خير يعلمه الله. وما إن توكلنا عليه هدانا سبلنا، وإن الفجر قد لاح في الأفق إن شاء الله فاستعدوا لمرحلة التخطيط والبناء بناء حضارة جديدة نضيفها إلى حضارتنا المجيدة تمتد إلى ما شاء الله يستفيد منها المنصفون الباحثون عن النور في عالم يسوده الظلام. وابعثوا الأمل في النفوس وخففوا عن المصابين والفاقدين لأموالهم وديارهم وأنفقوا عليهم بسخاء من أموالكم .

كما أوصي والديه وعائلته بالصبر على  هذه المصيبة فهي ابتلاء وبلاء فبقدر الصبر يكون الأجر تعازينا لكم ولنا جميعا، بل كلنا صائرون إلى هذا القدر المحتوم  ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ).

بلينا وما تبلى النجوم الطوالع      وتبقى الديار بعدنا والمصانع

وما المال والأهلون إلا ودائع                  ولابــد يوما ترد الودائع

أخيرا أوصيكم ونفسي بتقوى الله فإنها المخرج الوحيد من كل مصيبة. الرجوع الرجوع إلى الله فإنه لا ملجأ من الله إلا إليه. أيها الإخوة الأعزاء: إني داع فأمنوا: اللهم ارم الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين، اللهم ارحم موتانا اللهم ارحم شهداءنا، اللهم اشف مرضانا، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين المعاصي، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا ما أحييتنا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادنا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط اللهم علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، اللهم أمنا في أوطاننا يا أرحم الراحمين ، (إِنَّ الذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبـُّهُم بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَـحْتِهِمُ الاَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ(9) دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَءَاخِرُ دَعْوَاهُمُ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(10))

أ. حمو بن عمر بوكرموش

يوم  الأحد 09 ربيع الثاني 1435هـ/09  فبراير 2014

مقبرة الشيخ بابا السعد

About ilyes

Laisser un commentaire

%d blogueurs aiment cette page :