لا أحد استمع إليه إلى حد الساعة و لا فتح تحقيفاً عما حدث من إجرام وتواطء
و كل المعطيات تؤكد أن الأزمة المفبركة التي تم ترتيب معالمها بغرداية ليست بين المواطنين بل هو سيناريو مصطنع وبؤر إجرام وتوتر هيئت منذ مدة و بكفاءة عالية كما سبق و أن أشرنا في أكثر من تعليق ، و لهذا فإن أي تشخيص غير جاد و مهني قد يترك شبكة الإجرام التي اخترقت الأجهزة المحلية وحتى الإدارية ، و ربما تقوم بمهام وفق تعليمات مركزية وظفت إعلام الدعاية و الإجرام بكل قذارة قصد تحقيق أهداف وسخة بالدماء ، وخلط الأوراق في أكثر من مرة.
وآخر سيناريو حين تم نقل » البروفا » من القرارة إلى غرداية بمقال » الفتنة تحرق غرداية » ، وفعلا تم نقل الأعمال الإجرامية الماكرية من القرارة إلى غرداية بمقال ، على غرار جريمة قتل الميدر العام للامن الوطني بمقال كذلك نشر ساعات قبل تحقيق سيناريو الجريمة التي هزت كل الجزائر.
لم يكن أحد يتصور أن أعوان في أجهزة الأمن كانوا ينتظرون أن يسجلوا قتيل في هذه الأحداث ، و لا أن يتعاملوا مع الأجرام بمثل هذا الشكل و السطحية إن لم نقل بالطواطؤ الذي يسئ إلى هذه الأجهزة أكثر مما يرفع من مكانتها ودورها المطلوب وهو مكافحة الإجرام والتصدي للعصابات لا أن يتواطأ بعضهم وربما مكلفون من جهات وأجهزة خفية يجهل مقاصدها وبدأت خططها منذ مدة واضحة بسياسة إغراق المنطقة بقناطير الهروين والكوكايين والخبائث ، قصد توظيفهم في مثل هذه الخطط الماكرة.
حارس المقبرة الذي نجا من القتل
و بأعجوبة يغادر المستشفى أمـس
حارس مقبرة الشيخ عمي سعيد الذي غادر المستشفى الساعات الأخيرة بعد أن نجا بأعجوبة من محاولة قتل ، كيف تعاملت معه الأجهزة الأمنية ؟ ولماذا كانت تنتظر أن يقتل لترتاح منه ؟ و كيف تم اقتحام المقبرة ؟ هل الأجهزة الأمنية فعلا غير قادرة على حماية السكان أم الحقيقة تقول أن كل سيناريوهات التعفن كانت مدبرة ويجري تركيبها وتنفيذها من قبل أعوان نكلفون بمهامة تعقيد الوضع وربما طمعا في تحقيق قتلى حتى يتاجر بهم ، وتعفن بهم الأوضاع أكثر ، حتى يعطى للما يحدث طابع الصراع الطائفي في حين أن الحقيقة غير ذلك تماما ، هو ابتكار مؤطر للإجرام قصد ضرب العلاقات بين سكان غرداية وهذا ما لا تتناوله وسائل الإعلام أصلا.
و إلا بماذا نفسر أن حارس مقبرة يتعرض لكل هذه الجرائم و محاولات القتل ؟ ، إذ أن أقدار الله كانت معه ، و حتى ضربا الخنجر المركزة في ظهره لم تكن قاتلة ، ربما لأنه كان حارس مقبرة و ليس حارس قصر أو فيلا ، في حين بعض أعوان الأمن كانوا ينتظرون العكس ، أي ينتظرون موته بعد حرق منزل الحارس وهروب كل أفراد العائلة ، إذ أن كل المعطيات تؤكد أن هناك بحدث لسيناريوهات يراد منها تعفين الأوضاع والإيقاع بين السكان في صراع مصطنع وبكل الدلائل ، وكأنهم يقولون يا سكان غرداية نغرقكم بالهروين والكوكايين والخمور وتسكتوا وإن أنتم رفضتم يتم إغراقكم بالفتن المصطنعة.
السؤال الأهم و الخطير :
هل بعد كل ما حدث من ترويع للسكان ونقل منظم لسيناريوهات الإجرام ، لا أحد حقق أو بحث في الأعوان الذين أداروا وابتكروا بؤر الصراع بحثاً عن قاتل أو قتلى ، فإن مصالح التحريات وأجهزة التحقيق القضائية ، أم هي في عطلة مدفوعة الأجر ؟
بماذا يفسر انتهاك مقبرة و حرق منزل حارسها و محاولات لقتله ، في سيناريو يفترض أن يكون موضع تحقيق جاد وصارم مع الأعوان الذين أداروا » بروقا » النزاع ، وقبل هذا لماذا لم تتحرك أي جهة للتحقيق مع هذا الكائن البشري الذي نجا من موت محقق ؟ هل فعلا يوجد أجهزة أمنية وقضائية يقال أنها تشتغل لحماية أمن واستقرار السكان ومكافحة الإجرام ، بل الإجرام المنظم والمؤسس للصراعات المبتكرة ؟
الأغرب من كل هذا :
أن السيناريو كله كان يتم تحت إدارة إطار أمني يفترض أن يكون المسؤول الأول لكل الجرائم التي تحدث في ولاية غرداية ، ولم يسائله القضاء إلى الآن.
و ليس هذا فحسب حتى الطبيبة الشرعية التي يفترض أن تقوم هذه الأيام بمهام فحص من تعرض للإجرام هربت إلى العطلة ، حتى لا تحرج من مواجهة أوضاع هي أصلا مرتبة و ممنهجة من قبل إطارات داخل أجهزة ، إذ أن الذين يتعرضون لاعتداءات إجرامية حاليا مضطرون لأن يتجهوا إلى مستشفيات أخرى في ولايات مجاورة بالأغواط و ورقلة لإنجاز الخبرة القضائية.
كل المعطيات تؤكد أن محنة غرداية و هي تعيش الإستقرار منذ أربعة أيام مع دخول فرق الدرك و زيارة قائد المجموعة الجهوية أول أمس أن ما حدث ويحدث منذ أسابيع هي سيناريوهات مركبة ، ومؤطرة بإعلام دعاية وإجرام أسس خصيصا لمهمة استهداف غرداية ، ومحاولة ابتكار صراع مفتعل ، أما لماذا فهذا ما سنعود إليه بتفاصل أخرى دقيقة ، حتى لا نخطئ التشخيص ويصبح الجميع عبارة عن بيادق في خدمة » كمشة عصابة « .. والمواطن البسيط يدفع الثمن في كل مرة حين يتم نقل » بروفا » الصراع المفتعل من مكان إلى آخر بواسطة استراتيجية أغراق ممنهجة بالهروين والكوكايين وتتظاهرة الأجهزة بانها بصدد التصدي للجريمة في حين أن الحقائق تؤكد أن هذه الشبكات أصلا مدعمة و محصونة من أجل استهداف منطقة قالت لا للفساد.
فهل سيتمكن اجتماع مجلس الوزراء أن يفهم أولا ماذا يحدث في غرداية ؟ ولا ترفع إليه تقارير زائفة تغطي على المجرمين مثلما حدث في بريان منذ خمس سنوات إذ زج نصف سكان المدينة في السجن من أجل حماية إبن مسؤول إطار حالياً بالداخلية وحين حاول المرحوم العقيد علي تونسي أن يحقق في ما يحدث ، وزار الولاية ثلاث مرات في عام ، فإذا به بجد نفسه مقتول من طرف أقرب مستشاريه.
سيناريو غرداية ، ليست أحداث عابرة بل هي جريمة ممنهجة ، له علاقة بفساد استشرى في الجسد ، وتريد نهار الإجرام والدمار التي أسست لهذه الوضعية المعقدة أن تغطي على شبكة الإجرام بافتعال الصراع والإدعاء بمحاولات الصلح ، في حين أن الصلح هو في التصدي للإجرام الذي يؤطر و يحرك بإعلام دعاية لمشروع العصابة العابر لقرى وادي ميزاب.
نعيد ونكرر التساؤل هل يعقل أن يتعرض حارس مقبرة إلى كل ذلك الإجرام البشع ويحرق منزله بعد هروب كل أفراد العائلة ، ولا أحد يحقق فيما حدث ، ومن كان حاضراً من الإطارات الأمنية ، وهم يمهدون لطوال ساعات للوصول إلى ما يريدونه إلا أن حلمهم بتحقيق قاتل لم يتحقق..؟!!
مسؤولية أجهزة القضاء :
لماذا يبحثون عن قاتل ؟
المسؤولية الآن أمام القضاء ، وأجهزة التحقيق والتحري المنصفة ، لاستبيان الخيط الأبيض من الأسود ، وقبل كل هذا ، الإجابة على السؤال الجوهري ، من يؤطر لشبكة إغراق غرداية بالمخدرات ، قصد تنفيذه مثل هذه السيناريوهات ، ويقال أن هناك صراع بين فئة وأخرى ، في حين أن الحقيقة هو شئ مغاير تماماً ؟
ومن وراء البحث عن قاتل أول في أحداث غرداية ، التي تنقل بواسطة إعلام الإجرام النهار والأخوات من مكان إلى آخر ، والجميع يتذكر » مانشيت » سيناريو الإنتهاكات التي تعرضت لها القرارة » الفتنة تحرق غرداية » وفعلا ينقل السيناريو إلى غرداية بعد أسبوعين…!!!!!!!!